جزيئات "نيترينو".. مستقبل علم الفيزياء
تحظى دراسة جزيئات "نيترينو" في أيامنا هذه بأهمية بالغة من قبل علماء الفيزياء في جميع انحاء العالم. المرصد الفيزيائي الفريد الذي يقع في جمهورية قبردين-بلقار الروسية، يتخصص في تحليل هذه الجزيئات ودورها في تشكيل الكون بكل ما فيه.
وقد تم اكتشاف جزيئات "نيترينو" المتناهية الصغر في خمسينيات القرن الماضي، والملايين منها تمر عبر أجسام الكائنات الحية كل ثانية بلا أي تأثير مضر.
وتقدر "نيترينو" على تحويل نواة مادة "الغاليوم" إلى نواة "الجرمانيوم" مسببة التفاعل النووي الحراري، أو التيرمونووي، وهي العملية التي يراقبها المختصون الروس.
ويعد هذا المختبر واحد من خمسة مختبرات منتشرة في العالم تدرس جزئيات "نيترينو"، وهذه الأبحاث أسهمت كثيرا في فهم تشكل الكون، بنجومه وكواكبه.
اللافت أن الضوء الذي نراه كل يوم، يتكون من جزيئات "فوتون" المنبعثة من الشمس منذ 100 ألف عام أو أكثر، وتحليل هذه الجزيئات لا يعكس العمليات الحقيقية الجارية حاليا في ذلك النجم. أما جزيئات "نيترينو" فتصل الأرض بعد 8 دقائق فقط منذ ولادتها في الشمس، ولذلك تكون دراستها هي الطريق الوحيدة لمتابعة نشاطاتها بشكل سريع ودقيق والحصول على أحدث المعلومات عما يجري هناك.
للوهلة الأولى تبدو هذه الأبحاث النظرية بعيدةً عن التطبيق العملي في حياة الإنسان، لكن تاريخ العلم يعرف أمثلة كثيرة تؤكد فائدة دراسات كهذه.